قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
139856 مشاهدة print word pdf
line-top
ما ورد في الحور العين

...............................................................................


ورد -كما سمعنا- أن أحدهم يكون له زوجة, وأن عليها سبعين حلة, أي لباس من أنواع الحرير, والديباج, والإستبرق ونحوه؛ وأنه مع ذلك يُرى مُخَّ ساقها من وراء اللحم والعظم, كأن ساقها الدر والياقوت. الياقوت: هو مَعْدِنٌ شديد البياض؛ ومع ذلك فإن لونه كلون الزجاج يخرقه البصر، إذا خرق هذا وأدخل فيه السلك الأحمر أو نحوه -ولو كان ثخينا- ترى السلك في وسطه؛ لصفائه، فهكذا شُبّه لحمها ودمها وعظامها أنه: كالدر والياقوت.
وكذلك أيضا ورد في بعض الروايات أن صدره مرآة لها, وصدرها مرآة له، وأن لكل مسلم أو مؤمن يدخل الجنة عددا من الزوجات؛ وصف الله تعالى أو ذكر صفاتهن، مثل قول الله تعالى: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
هذه صفة مدح أنها تكون قاصرة طرفها، تقصر طرفها على زوجها؛ فلا تمتد إلى غيره، ولا تطمع في غيره، ولا يطمع في غيرها: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
ثم ذُكر أيضا أنه كلما قام عنها رجعت إلى بكارتها؛ ولذلك ذَكر أنها لم تُطْمَثْ. يعني: لم يطأها قبله إنسي ولا جني، وإنما هي بِكْرٌ؛ كما أخبر الله بقوله تعالى: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا .
الْعُرْب: المتحببات، والأتراب: المتساويات. أي: متساويات في السن. هذا من ثواب أهل الجنة.
كذلك أيضا: ما ذكر في الجنة من الأشجار. مَرَّ بنا الحديث الذي فيه أن: في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها حديث في الصحيح وذكر ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ في سورة الرعد أن طوبى اسم شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام، وذكر من صفاتها، ومن سعتها كلاما كثيرا نقله, أو نقل بعضه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه: فتح المجيد عند قوله صلى الله عليه وسلم: طوبى لرجل آخذ بعنان فرسه... إلى آخره. فهذا أيضا مما في الجنة؛ هذا الشجر.
ورد في بعض الأحاديث أنه يستخرج من سوقها حلل وأكسية من حرير، ومن ديباج، ومن إستبرق، قد ذكر الله أن هذا أيضا.. أنه من ثواب أهل الجنة، في قول الله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وذكر أنهم: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وأنه: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وذكر أيضا أنه: وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وغير ذلك من الأدلة التي يتبين منها عظم هذا الثواب، دار كرامة الله تعالى.

line-bottom